سورة الأنبياء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{قالوا أجئتنا بالحق} يعنون: أَجادٌّ أنت فيما تقول أم لاعبٌ؟
{قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهنَّ وأنا على ذلكم من الشاهدين} أي: أشهد على أنَّه خالقها.
{وتالله لأكيدنَّ أصنامكم} لأمكرنَّ بها {بعد أن تولوا مدبرين} قال ذلك في يوم عيدٍ لهم، وهم يذهبون إلى الموضع الذي يجتمعون فيه.
{فجعلهم جذاذاً} حطاماً ودقاقاً {إلاَّ كبيراً لهم} عظيم الآلهة فإنَّه لم يكسره {لعلهم إليه} إلى إبراهيم ودينه {يرجعون} إذا قامت الحُجَّة عليهم، فلمَّا انصرفوا
{قالوا من فعل هذا بآلهتنا...} الآية. قال الذين سمعوا قوله: {لأكيدن أصنامكم}: {سمعنا فتى يذكرهم} يعيبهم {يقال له إبراهيم}.


{قالوا فأتوا به على أعين الناس} على رؤوس النَّاس بمرأىً منهم {لعلَّهم يشهدون} عليه أنَّه الذي فعل ذلك، وكرهوا أن يأخذوه بغير بيِّنةٍ، فلمَّا أتوا به، {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم}؟
{قال بل فعله كبيرهم هذا} غضب من أن يعبدوا معه الصِّغار، وأراد إقامه الحجَّة عليهم {فاسألوهم} مَنْ فعل بهم هذا {إن كانوا ينطقون} إن قدروا على النُّطق.
{فرجعوا إلى أنفسهم} تفكَّروا ورجعوا إلى عقولهم {فقالوا إنكم أنتم الظالمون} هذا الرجل بسؤالكم إيَّاه، وهذه آلهتكم حاضرةٌ فاسألوها.
{ثم نكسوا على رؤوسهم} أطرقوا لما لحقهم من الخجل، وأقرُّوا بالحجَّة عليهم فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} فلمَّا اتَّجهت الحجَّة عليهم قال إبراهيم: {أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم}.
{أفٍ لكم} أَيْ: نتناً لكم، فلمَّا عجزوا عن الجواب.
{قالوا حرّقوه} بالنَّار {وانصروا آلهتكم} بإهلاك مَنْ يعيبها {إن كنتم فاعلين} أمراً في أهلاكه، فلمَّا ألقوه في النَّار.
{قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} ذات بردٍ وسلامةٍ، لا يكون فيها بردٌ مضرٌّ، ولا حرٌّ مُؤذٍ.


{وأرادوا به} بإبراهيم {كيداً} مكراً في إهلاكه {فجعلناهم الأخسرين} حين لم يرتفع مرادهم في الدُّنيا، ووقعوا في العذاب في الآخرة.
{ونجيناه} من نمروذ وقومِه {ولوطاً} ابن أخيه {إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} وهي الشَّام، وذلك أنَّه خرج مهاجراً من أرض العراق إلى الشَّام.
{ووهبنا له إسحاقَ} ولداً لصلبه {ويعقوب نافلة} ولد الولد {وكلاً جعلنا صالحين} يعني: هؤلاء الثَّلاثة.
{وجعلناهم أئمة} يُقتدى بهم في الخير {يهدون} يدعون النَّاس إلى ديننا {بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات} أن يفعلوا الطَّاعات، ويقيموا الصَّلاة، ويؤتوا الزَّكاة.
{ولوطاً آتيناه حكماً} فصلاً بين الخصوم بالحقِّ {ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث} يعني: أهلها، كانوا يأتون الذُّكران في أدبارهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8